معاذ بن أنس الجهني، وعن أبيه مرفوعًا:"من كظم غيظًا وهو قادر على (أن) ينفذه دعاه الله -عز وجل- على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيه من أي حور العين شاء" الحديث
قال الترمذي: حديث حسن.
وعند "أحمد": "من كظم غيظًا وهو يقدر أن ينتصر ... " فذكره.
وروى أحمد -أيضًا- وابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس مرفوعًا:"ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها عبد، ما كظمها عبد إلا ملأ الله قلبه إيمانًا".
وفي مسند أحمد، وسنن ابن ماجه من حديث ابن عمر مرفوعًا. "ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله -تعالى-".
ففي هذه الأحاديث دلالة على فضل كظم الغيظ، وإمساك النفس عند الغضب عن الانتصا والمخاصمة، فإن شدة الغضب مؤدية إلى كل سوء.
وغضب عمر بن العزيز -رحمة الله عليه- فقال له ابنه عبد الملك: أنت يا أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله وفضلك به تغضب هذا الغضب؟ فقال له: أو ما تغضب يا عبد الملك؟ فقال عبد الملك: وما تغني عني سعة جوفي إذا لم أردد فيه الغضب حتى لا يظهر.
وقال بعض السلف:(إياك والغضب، فإنه يصيرك إلى ذل الاعتذار).
وقال بعضهم: عجبًا لمن قيل فيه السوء وهو فيه. كيف يغضب؟ وعجبًا لمن قيل فيه الخير وليس فيه كيف يفرح؟ أيها الآمر زل المنكر بمعروف وتبتل واستشعر الخضوع واستجلب الدموع واحتل، واحذر سهم الغضب أن يصيب المقتل.
والمقصود أن يحسن الخلق بكظم الإنسان غيظه وبه يصير الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر صابرًا على ما أصابه في دين الله -تعالى- وإلا فإذا أصيب عرضه أو نفسه بشتم أو