للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في سورة الأعراف: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.

وقال تعالى في سورة النحل: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ... }.

وقال تعالى في سورة طه خطابًا لمويى وهارون حين بعثهما إلى فرعون: {فقولًا له قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى}.

وقال تعالى في سورة فصلت: {ولا تستوى الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.

أما آية البقرة قوله تعالى: { ... وقولوا للناس حسنًا .. } معناها خالقوا الناس بخلق حسن فكأنه- سبحانه- يأمر الناس بحسن المعاشرة مع الناس فينبغي للإنسان (أن يكون) قوله للناس لينًا ووجهه منبسطًا طلقًا مع البر والفاجر والسني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله- تعالى- قال لموسى وهارون: {فقولا قولًا لينًا} فليس البر بأفضل من موسى وليس الفاجر بأخبث من فرعون وقد أمرهما باللين معه.

وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء: غنك رجل تجمع الناس عندك ذوو أهواء مختلفة وأنا رجل وفي حدة، فأقول لهم بعض القول الغليظ. فقال: لا تفعل، يقول الله {وقولوا للناس حسنًا} فدخل في ذلك اليهود والنصارى فكيف الحنيفي؟ وقال سفيان الثوري: معنى الآية (مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر).

كما قال الحسن البصري- رحمة الله عليه-: الحسن (من) القول أمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويحلم ويعفو وبصفح.

وأما آية آل عمران. فقوله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {فبما رحمة من الله} و (ما) هنا صلة {لنت لهم}، أي سهلت لهم أخلاقك وكثر احتمالك {ولو كنت فظًا} يعني جافيًا سيء الخلق قليل الاحتمال {غليظ القلب}.

<<  <   >  >>