للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الكلبي (فظًا) في القول، غليظ القلب في الفعل {لاتفضوا من حولك} أي لنفروا وتفرقوا عنك {فاعف عنهم} أي تجاوز عنهم ما أتوا يوم أحد {واستغفر لهم} حتي أشفعك فيهم {وشاورهم في الأمر} أي استخرج آراءهم واعلم ما عندهم.

واختلفوا في المعنى الذي لأجله أمره بالمشاورة مع كمال عقله وجزالة رأيه ونزول الوحي عليه ووجوب طاعته على الخلق.

فقال "مقاتل": أمره الله-تعالى- بمشاورتهم تطيبًا لقلوبهم، فإن ذلك أعطف بهم عليهم وأذهب لأضغانهم كما ذكر "البغوي" وغيره، والله أعلم.

وأما آية الأعراف، فقال المفسرون: (هي خطاب وتأديب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويعم جميع الأمة وهو أمر يجمع

مكارم الأخلاق (والآية ثلاث كلمات تضمنت قواعد الشريعة في المأموريات والمنهيات. فقوله: {خذ العفو} دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين والرفق بالمؤمنين وغير ذلك من أخلاق المطيعين). وقال بعض المفسرين: قوله: {خذ العفو} يعني اقبل الميسور من أخلاق الناس. ولا تستقص عليهم فيستقصوا عليك ويتولد منه البغضاء والعداوة.

(ودخل في قوله: {وأمر بالعرف} صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار).

قال عامر بن شراحيل الشعبي. سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عن قوله- تعالى-: {خذ العفو} فأخبره "أن

تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك".

وفي مسند الإمام أحمد من حديث أنس بن معاذ الجهني-رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

(أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن ظلمك).

<<  <   >  >>