للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عنها- عن البداوة. فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبدو إلي هذه التلاع، وأنه أراد البداوة مرة، فأرسل إلي ناقة محرمة من إبل الصدقة. فقال لي: يا عائشة، ارفقي، فإن الرفق لم يكن شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شانه).

وفي رواية ذكرها رزين بعد قوله: محرمة، وهي التي لك تركب فلعنتها. فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله، فعليك بالرفق).

ولأحمد- أيضًا- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: (من أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار).

ولان ماجه: إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله".

قال العلماء: الشين ضد الزين وهو العيب.

ورفق الله: تودده إلي عباده، ودعاؤه إياهم.

والعنف بضم العين وإسكان النون هو ضد الرفق ومعني يعطي علي الرفق أي يثيب عليه- ما لا يثيب علي غيره.

وقيل: يتأتي به من الأغراض وتسهيل به من المطالب ما لا يتأتي بغيره.

والبداوة: الخروج إلي البادية. فيها لغتان: فتح الباء وكسرها.

والتلاع جمع تلعة، وهي مجري بأعلى الأرض في بطون الأدوية. وقيل: ما ارتفع من الأرض وما انخفض منها.

والناقة المحرمة: التي لم ترض ولم تذلل بالركوب- كما سبق في رواية رزين قريبًا-.

وروي الحديث ابن أبي الدنيا. ولفظه: (ما كان الفحش في شيء إلا شانه). قال العلماء: الفحش التعبير عن الأمور القبيحة بعبارة صريحة. والله أعلم.

<<  <   >  >>