وروى البزار من حديث أبي رافع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي بن أبي طالب:(إن الله أمرني أن أعلمك ولا أجفوك، وأن أدنيك ولا أقضيك فحق علي أن أعلمك، وحق عليك أن تعي).
قال العلماء: في هذا الحديث الأمر بالتيسير وهو ضد التعسير، ثم بالتبشير أي الإخبار بالخير، نقيض الإنذار وهو الإخبار بالشر، وذلك بفضل الله ورحمته وجزيل عطائه، رفقًا بعباده، والنهي عن التغير بذكر التخويف.
وهذا الحديث من جوامع الكلم، لاشتماله علي خير الدنيا والآخرة، لأن الدنيا دار الأعمال والآخرة دار الجزاء، فأمر - صلى الله عليه وسلم - بالتسهيل فيما يتعلق بالآخرة تخفيفًا لكونه رحمة للعالمين في الدارين. وفي تأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليهم. وكذلك من تاب من أهل المعاصي يتلطف بهم كلهم ويدرجون في أنواع الطاعة قليلًا قليلًا. وقد كانت أمور الإسلام في التكليف علي التدريج فمتى يسر علي الدخل في الطاعة الدخول فيها سهلت عليه (وكانت عاقبته- غالبًا- التزايد فيها، ومتى عسرت عليه أوشك أن لا يدخل فيها، وإن أوشك أن لا يدوم أو لا يستحليها. وفيه أمر الولاة بالرفق. كما ذكر النووي وغيره.
وفي جامع الترمذي، وصحيح ابن حبان من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا:"ألا أخبركم بمن يحرم علي النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ علي قريب هين لين سهل" قال الترمذي: حديث حسن.
وفي رواية لابن حيان:"إنما تحرم النار علي كل هين لين قريب سهل".
وروي الخرائطي- في مكارم الأخلاق- من حديث جرير مرفوعًا:"الرفق رأس الحكمة".