قال بعضهم هو أجل ضروب فعل الخير، حيث يجوز للإنسان أن يعفو أو يحلم وأخبر- بعد ذلك- أنه يحبهم بإحسانهم.
وقال تعالى:{فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}.
(أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بتدريج بليغ، وذلك أنه أمره بأن يعفو عنهم ما له في خاصته عليهم من تبعة، فلما صاروا في هذه الدرجة أمره أن يستغفر فيما لله عليهم من تبعة- أيضًا- فإذا صاروا في هذه الدرجة صاروا أهلًا للاستشارة في الأمور).
وهي من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام. وقد مدح الله سبحانه المؤمنين بقوله:{وأمرهم شورى بينهم}.
وقال تعالى:{إن تبدوا خيرًا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوًا قديرًا} أي إن تظهروا أيها الناس خيرًا، أو أخفيتموه، أو عفوتم عمن أساء إليكم، فإن ذلك مما يقربكم عند الله، ويجزل ثوابكم لديه.
وقال تعالى:{ولا تزال تطَّلع على خائنةٍ منهم إلَّا قليلًا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحبُّ المحسنين}.
وقال تعالى- حكاية عن يوسف وإخوته- عليهم السلام- حين قالوا:{ ... تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}(أي مذنبين {قال لا تثريب عليكم} أي لا تعيير ولا توبيخ ولا لوم عليكم اليوم وقيل: لا إفساد لما بيني وبينكم من الحرمة وحق الأخوة، ولكم عندي العفو والصفح {يغفر الله لكم} أي يستر عليكم ويرحمكم).
وقال- تعالى- لنبينا- صلى الله عليه وسلم:{فاصفح الصَّفح الجميل}(أي تجاوز عنهم، واعف عفوًا حسنًا. قال بعض المفسرين: أمر صلى الله عليه وسلم بالصفح في حق نفسه فيما بينه وبينهم) وقال