- تعالى-: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسَّعة ... } أي ولا يحلف أولو الغنى والجدة يعني أبا بكر الصديق- رضي الله عنه- { ... أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهجرين في سبيل الله} يعني مسطحًا ابن خالته أن لا ينفق عليه بعد ذلك فأنزل الله هذه الآية.
فإن أبا بكر كان ينفق على مسطح فلما شارك في حديث الإفك كف عن النفقة عليه فعاتبه الله فرجع ثم أمره- سبحانه- بالعفو والصفح عن الخوض في أمر عائشة فقال:{وليعفوا وليصفحوا ألا تحبُّون أن يغفر الله لكم} فلما قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قال: بلى أنا أحب أن يغفر الله لي، ورد على مسطح نفقته التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا.
وقال- تعالى:{وعباد الرحمن .... }(أي أفاضل العباد){الَّذين يمشون على الأرض هونًا ... } رفقًا.
قال الحسن:(علماء حلماء. وقال محمد بن الحنفية: أصحاب وقار لا يسفهون، وإن سفه عليهم حلموا:{وإذا خاطبهم الجهلون} يعني السفهاء بما يكرهون { ... قالوا سلمًا} قال مجاهد سدادًا من القول.
وقال مقاتل بن حيان: قولًا يسلمون فيه من الإثم. وقال الحسن: إن جهل عليهم جاهل حلموا ولم يجهلوا.
وقال بعض العارفين: (من خاطبهم بالقدح فيهم جاوبوه بالمدح له. وقال غيره: إذا خاطبهم الجاهلون بأحوالهم، الطاعنون فيهم، العائبون لهم قابلوهم بالرفق وحسن الخلق، والقول الحسن).
وقال تعالى:{وإذا مُّروا باللَّغو مرُّوا كرامًا} قال مقاتل: إذا سمعوا من الكفار الشتم والأذى أعرضوا عنه. وقال الحسن والكلبي: اللغو المعاصي كلها. يعني إذا مروا بمجالس اللغو واللهو والباطل مروا كرامًا مسرعين معرضين. يقال: تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه عنه وأكره نفسه عنها. وقال مجاهد: إذا أوذوا صفحوا. رواه ابن أبي الدنيا.