وفي حديث جابر المرفوع من رواية الإمام أحمد والترمذي:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر". قال أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية -رحمه الله-: وهذا الهجر من جنس هجر الإنسان نفسه لفعل المنكر.
كما روى ابن ماجه، وغيره من حديث فضالة بن عبيد مرفوعًا:"المهاجر من هجر الخطايا والذنوب". الحديث. وروى الحاكم من حديث أنس مرفوعًا:"المهاجر من هجر السوء" وقال صحيح الإسناد.
ومن هذا الباب الهجر من دار الكفر والفسوق إلى دار الإسلام والإيمان، فإنه هجر المقام بين الكافرين والمنافقين الذين لا يمكنونه من فعل ما أمر الله به. ومنه قوله تعالى:{والرجز فاّهجر}.
وقال تعالى:{فأعرض عن من تولى عن ذكرنا} أي أعرض عن الذي أعرض عن الحق واهجرهم. وقال تعالى:{واهجرهم هجرًا جميًلا}.
وهو الذي لا أذى فيه. وهذه الآية -عند المفسرين- منسوخة بآية السيف. وقال أبو عبد الله القرطبي -عند تفسير قوله تعالى:{واتقوا فتنًة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصَّة}.
(فإذا لم تغير المعاصي وجب على المؤمنين المنكرين لها بقلوبهم هجران تلك البلدة والهرب منها. وهكذا كان الحكم فيمن كان قبلنا من الأمم كما في قصة السبت حين هجروا العاصين واقلوا لا نساكنكم. وبهذا قال السلف رضي الله عنهم).
وروى أبو بكر بن أبي الدنيا بسنده عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار أنه قال: أوحى الله -عز وجل- إلى نبي (من) أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك: (لا يدخلوا مداخل