الزوجات إذا خيف عليهن النشوز قال الله تعالى:{واللاتي تخافون نشوزهنَّ فعظوهنَّ واهجروهنَّ في المضاجع .. }.
(والنشوز هو الارتفاع أي ينشزن على أزواجهن، فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها التاركة لأمره المعرضة عنه المغضبة له. فمتى ظهر له منها أمارات النشوز فليعظها وليخوفها عقاب الله وعصيانه، فإنه -سبحانه- قد أوجب عليها حق الزوج وطاعته وحرم عليها معصيته، لما له عليها من الفضل والأفضال بنص الكتاب والسنة فأمر -سبحانه-بهجرها في المضجع. قال ابن عباس: الهجر أن لا يجامعها ولا يضاجعها ويوليها ظهره، وزاد آخرون منهم السندي والضحاك، وعكرمة وابن عباس في رواية: ولا يكلمها مع ذلك ولا يحدثها. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس -أيضًا- يعظها- فإن هي قبلت، وإلا هجرها في المضجع ولا يكلمها من غير أن يرد نكاحها وذلك عليها شديد.
وفي مسند الإمام أحمد، والسنن الأربعة من حديث معاوية بن حيدة القشيري أنه قال: يارسول الله ما حق امرأة أحدنا؟ قال: أن يطعمها إذا طعمت، ويكسوها إذا اكتست ولا يضرب الوجه ولا يهجر إلا في البيت.
قال تعالى:{لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّن من حادَّ الله ورسوله ولوّ كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيَّدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}.
قوله (يوادون) أي يحبون ويوالون. (والمحاماة): المعاداة والمخالفة. أي لا يوادون المعادين ولو كانوا من الأقربين كما قال تعالى:{لا يتَّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه}.