وقال تعالى:{قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبَّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتى يأتي الله}.
قوله "ولو كانوا آباؤهم" روى مقاتل عن مرة الهنذاني عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية قال: (ولو كانوا آباءهم) يعني أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد. (أو أبناءهم) يعني "أبا بكر" دعا ابنه يوم "بدر" إلى البراز فقال يا رسول الله دعني أكن في الرعلة الأولى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (متعنا بنفسك يا ابا بكر)(أو إخوانهم) يعني مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد.
(أو عشيرتهم) يعني -عمر- قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر وعلي وحمزة وعبيدة قتلوا يوم بدر وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة.
(أولئك كتب في قلوبهم الإيمان) أي أثبت التصديق في قلوبهم فهي مؤمنة مخلصة.
قوله:(وأيدهم بروح منه) أي من اتصف بأنه لا يواد من حاد الله ورسوله أي عاد الله ورسوله. ولو كان أباه أو أخاه فهذا ممن كتب الله في قلبه الإيمان أي كتب الله له السعادة وقررها في قلبه وزين الإيمان في بصيرته.
قال ابن عباس:(وأيدهم بروح منه) أي قواهم. وفي قوله تعالى:{رضي الله عنهم ورضوا عنه} سر بديع وهو أنه لما سخطوا على الأقارب والعشائر في الله تعالى -عوضهم بالرضا عنهم وأرضاهم عنه، بما أعطاهم من النعيم المقيم والفوز العظيم والفضل العميم.
وقوله:{ألا إن حزب الله هم المفلحون} تنويه بفلاحهم وسعادتهم ونصرتهم في الدنيا والآخرة.