للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشدوا:

سامح أخاك إذا خلط ... منه الإصابة بالغلط

وتجاف عن تعنيفه ... إن زاع يومًا أو قسط

واحفظ صنيعك عنده ... شكر الصنيعة أم غمط

واقن أنوفنا وإن أخل ... بما اشترطت وما شترط

أو ما ترى المحبوب بالمكروه ... لذا في نمط

كالشوك يبدو في الغصون ... مع الجنى الملتقط

ولو انتقدت بني الزمان ... وجدت أكثرهم سقط

وقال بعض السلف -في زلات الإخوان-: ود الشيطان أن يلقي على أخيكم مثل هذا حتى تهجروه وتقطعوه. فماذا أتقيتم من محبة عدوكم، وذلك لأن التفرق بين الأحباب من محاب الشيطان، كما أن مقارفة العصيان من محابه، فإذا حصل للشيطان أحد غرضيه فلا ينبغي أن يضاف إليه الثاني والى هذا أضار صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم).

" ولا تعينوا عليه الشيطان" -كما سيأتي- في الباب الثامن إن شاء الله تعالى -عند الرفق بشارب الخمر.

وأنشدوا:

إذا ما بدت من صاحب لك زلة ... فكن أنت محتاًلا لزلته عذرا

أحب الفتى يتقي الفواحش سمعه ... كأن في كل فاحشة قسرا

والداعي إلى هذا التأويل شيئان التغافل الناشيء عن الفطنة والتآلف الصادر عن الوفاء.

وقد قال أكثم بن صيفي: من شدد نفر ومن تراخى وتغافل تآله، والسرور (والشرف) في التغافل:

كما قيل:

ليس المتفحش بسيد في قومه ... لكن سيد قومه المتعالي

<<  <   >  >>