للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دين الله فجاهد عليه بلسانه ويده وقلبه فذلك الذي سبقت له السوابق ورجل عرف دين الله فصدق به ورجل عرف دين الله فسكت عليه فإن رأى من يعمل الخير أحب عليه وأن رأى من يعمل بباطل بغضه عليه فذلك ينحو على إبطائه كله. وروى أبو عبد الله الحاكم في صحيحه من حديث عائشة مرفوعًا: الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفافي الليلية الظلماء وأدناه أن يحب على شيء من الجور ويبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وقال صحيح الإسناد. وروى في الإسرائيليات أن الله تعالى أوحى إلى بعض أنبيائه أما زهادتك في الدنيا فقد تجلت الراحة وأما انقاطعك فقد تعززت بي ولكن هل عاديت في عدوًا أو واليت في ولياً. وروي أن الله سبحانه أوحى إلى عيسى لو أنك عبدتني بعبادة أهل السموات والأرض وحب في الله ليس وبغض في الله ليس ما اعنتي عنك ذلك شيئًا. وكان عيسى عليه السلام يقول: يا معشر الحواريون تحببوا إلى الله تعالى ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه بالتباعد عنهم والتمسوا رضاه بسخطهم.

ورواه أبو نعيم، وفي رواية: تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والتمسوا رضوان الله بالتباعد منهم. قالوا فمن نجالس؟ قال: من تذكركم بالله رؤيته، ويرغبكم في الآخرة عمله، ويزيدكم -في فهمكم- منطقه.

من لم يعش بين أقوام يحبهم ... فكل أوقاته غبن وهجران

واطلب الأرض ما للنفي فيه هوى ... سم الخياط مع المحبوب ميدان

وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- الغريب من ليس له حبيب.

وروى أبو نعيم - في الحلية- بسنده، عن غبراهيم بن أدهم، عن محمد بن عجلان قال: المؤمن يحب المؤمن حيث كان.

وسئل ذو النون المصري -قدس الله روجه- عن المحبة؟ قال: أن يحب ما أحب الله -تعالى- ويبغض ما أبغض الله -تعالى- وبفعل الخير كله، ويرفض كل مايشغلك عن الله، وأن لا يخاف في الله لومة لائم، مع العطف على المؤمنين.

وروي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: لو صمت النهار لا أفطره

<<  <   >  >>