للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال "عطاء" للمؤمنين كالوالد لوده، وعلى الكافرين كالسبع على فريسته" كما في الآية الأخرى: {أشدَّاء على الكفَّار رحماء بينهم}.

فالنفس إذا انحرفت عن خلف العزة التي وهبها الله للمؤمنين انحرفت إما إلى كبر وإما إلى ذل والعزة المحمودة بينهما، والله أعلم.

وقال تعالى: {وعباد الرَّحمن الذين يمشون على الأرض هونا} يع ني سكينة ووقارًا متواضعين، غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين لأن الهون -بالفتح- الرفق واللين، وبالضم -الهوان.

فالأول صفة أهل الإيمان والثاني صفة أهل الكفران وجزاؤهم من الله النيران

قال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوَّا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتَّقين}.

ذكر المفسرون - عند تفسير هذه الآية- عن أبي معاوية، أنه قال: {للذين لا يريدون علوَّا في الأرض}. هو من لم يجزع من ذلها ولم ينافس في عزها، وإن ارفعهم عند الله أشدهم تواضعًا، وأعزهم غدًا ألزمهم لذل اليوم.

وقال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

(قال بعض المحققين إذا كانت الأصول تربة ونطفة وعلقة، فالتفاخر والتكبر بماذا؟ .

وقال تعالى: {فلا تزكُّو أنفسكم هو أعلم بمن أتقى}.

وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله -تعالى-: (يا عبدي لك عندي منزلة مالم يكن لنفسك عندك منزلة)

<<  <   >  >>