منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمررون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابه" ولكن لم تثبت هذه القراءة في سواء المصحف فلا يكون قرآنًا بل قالوها على وجه التفسير. وفيها إشارة إلى الاستعانة بالله فيما يصاب به الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر وتجرع مشاقه وأن ذلك سبب لنصره والاستظهار على الأعداء.
كما قال تعالى:{ .. ثم بغى عليه لينصرنه الله}
وروى الحافظ أبو نعيم- في الحلية- بسنده عن عطاء الخراساني قال: لقيت وهب بن منبه في الطريق فقلت: حدثني حديثًا أحفظه عنك في مقامي وأوجز قال: أوحى الله سبحانه وتعالى - إلى داود - عليه السلام-: "ياداود أما وعزتي وعظمتي لا ينتصر بي عبد من عبادي دون خلقي أعلم ذلك من نيته فتكيده السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن إلا جعلت له منهن فرجًا ومخرجًا أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني أعلم ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يده وأرسخت الأرض من تحته ولا أبالي في أي واد هلك.
وفي استعانة العبد بالله -تعالى- وجد فائدتان:
أحدهما: أن العبد عاجز عن الاستقلال بنفسه في عمل الطاعات وإزالة المنكرات.
الثاني: لا بد من معين على مصالح دينه ودنياه ولا يكون ذلك إلا من الله -سبحانه وتعالى- فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله فهو المخذول.
كما قال تعالى:{وما النَّصر إلا من عند الله} يعني هو الذي نصر من أراد بحكمته ولو شاء لانتصر من أعدائه بدونكم.
من غير احتياج إلى قتالكم، كقوله -سبحانه- بعد أمره المؤمنين بالقتال:{ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض}.
وقوله:{إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}
ثم أمرهم بالتوكل عليه فقال:{وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.