للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وأورثنا القوم الذين كانوا ستضعفون مشارق الرض ومغاربها} وهمكذا كان الصحابة مستضعفين خافيسن ثم إن الله - تعالى-أمنهم وملكهم.

وفي الصحيحين، وسنن أبي داود، والنسائي من حديث خباب بن الأرث- رضي الله عنه- قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متسد بردة في ظل الكعبة فقلنا: ألا ستنصر لنا، ألا تدعوا لنا؟ فقال: (قدج كان قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجع نصفين ويمنشط بأمشاط الحديد ما دنن لحمه وعظمهما يصده ذلك ع دينه-والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء اليمن إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون).

وفي رواية البخاري قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة. فقلت: ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمر وجه فقال: (لقد كان من قبلكن ليمشط بأمشاط الحديد) ثم ذكر معناه.

وفي رواية أبي داود مثل الأولى وزاد بعد بعد قوله: (بأمشاط الحدي) (ما دون عظمة من لحم وعصب مايصرفه ذلك ع دينه.

وروى النسائي طرفاً من أوله إلى قوله (وتدعو لنا)

قوله (ألا تستنصر)؟ أي تدعو لنا بالنصر

وقوله: (بالمنشار) هو بالنون من نشرت الخشبة، (وبالباء المهموز) مفعال من أنشرت الخشبية بالمنشار.

وقوله- في الرواية الثانية (وهو محمر وجه) قيل من الغضب.

وقوله (بأمشاط الحديد) يقال مشط ومشاط كرمح ورماح وخف وخفاف.

قال بعض العلماء وفي هذا الحديث -والله أعلم- إشارة إلى ذلك الحديث الذي رواه الهيثم بن خارجه قال: حدث عبد بن عبد الرحمن بن زيدي بن جابر الأزدي. قال سمعت الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرتد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه، ولبستم بتاركيه يمنعكم

<<  <   >  >>