للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن أبي الدنيا من حديث جاب بن عبد الله وأبي طلحة الأنصاري - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من مسلم يخذل امرءًا مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا أخذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصرة الله - تعالى - في موضع يحب فيه نصرته).

وفي مسند أحمد، وسنن أبي داود من حديث معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حمى مؤمنًا من منافق بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنًا بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال).

ورواه ابن أبي الدنيا، وغيره - أيضًا - بسنده، عن أنس مرفوعًا: (من حمى عرض أخيه في الدنيا بعث الله ملكًا يوم القيامة يحميه عن النار).

وينبغي لمن ثلم عرض أخيه المسلم بحضوره أن يقدر أن أخاه حاضر من وراء جدار يتسمع عليه، ويظن أنه لا يعرف حضوره، فما كان يتحرك قلبه من النصرة له بمسمع منه ومرأى فيجب أن يكون في غيبته كذلك.

كما قال بعضهم:

ما ذكر أخ لي بغيب إلا تصورته جالسًا فقلت فيه ما يحب أن يسمعه.

وقال بعضهم:

ما ذكر أخٍ لي بغيب إلا تصورت نفسي في صورته فقلت فيه مثل ما أحب أن يقال في.

وهذا من أصدق الإسلام وهو أن لا يرى لأخيه إلا ما يراه لنفسه، ومن لم يكن مخلصًا في إخائه فهو منافق، لأن الإخلاص استواء الغيب والشهادة، واللسان والقلب، والسر والعلانية.

<<  <   >  >>