للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم جاء وجه الإلزام بهذا الإقرار، فقال: " وقوله: " قل أفاتخذتم من دونه أولياء ": معناه: أنكم مع إقراركم أن الله خالقكم وخالق السموات والأرض، اتخذتم من دونه أولياء، يعني الأصنام ". (١)

ـ وقوله تعالى: " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) " (الطور ٣٥)، يقول السمعاني: " وقوله: " أم هم الخالقون " أي: خلقوا أنفسهم، والمراد على هذا القول، أنهم إذ لم يدعوا أنهم تكونوا من غير خالق وصانع، ولا أدعوا أنهم هم الذين خلقوا أنفسهم، وأقروا أن خالقهم هو الله، فلا ينبغي أن يعبدوا معه غيره ". (٢)

ـ وقوله تعالى: " أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ (٢١) " (الأنبياء ٢١)، يقول السمعاني: " وقوله: " هم يُنشِرون " أي: يحيون، ولا يستحق الإلهية إلا من يقدر على الإحياء والإيجاد من العدم؛ لأنه الإنعام بأبلغ وجوه النعم. وهذا لا يليق بوصف البشر ولكل محدث ... ومعنى الآية: هو الإنكار على متخذ الأصنام آلهة، وبيان أنه لا يليق بها الإلهية ". (٣) وهذا السرد يُبين بجلاء اتساق السمعاني مع المنهج القرآني، الذي جعله السمعاني قبلة له لتقرير مسائل المعتقد، وهذا الذي ميَّز تقعيده للمسائل العقائدية وتأصيله لها.


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٨٦
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٧٨
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣٧٣

<<  <   >  >>