للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل:٤٠]:"أي: غني عن شكره، كريم في قبول شكره، وإثابته عليه ". (١)

فالكريم بمعنى المُعطي، والمتجاوز، والمثيب، والكريم المغدق من الخيرات والبركات، "والله تعالى سبب كل خير ومسهله، فهو أكرم الأكرمين ". (٢)

ويقول الإمام الغزالي: " الكريم: هو الذي إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يُبالي كم أعطى، ولمن أعطى ". (٣)

ويقول الحليمي: " الكريم، النَّفَّاع، ولاشك في كثرة المنافع التي مَنَّ الله بها على عباده ابتداء منه وتفضلاً، فهو باسم الكريم أحق من كل كريم " (٤).

[٨ ـ العظيم، والكبير]

هذان الاسمان من أسماء الله جَلَّ وعلا، ورد ذكرهما في القرآن العزيز، قال جل وعلا: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:٢٥٥]، والعظيم: الكبير، (٥) الذي لا يُمكن الامتناع عليه، والله جل ثناؤه، قادر، لا يعجزه شيء، ولا يمكن أن يُعصى كرهاً، أو يخالف أمره قهراً، فهو العظيم إذن حقاً وصدقاً، وكان هذا الاسم لمن دونه مجازاً. (٦)

وقال الأصبهاني: " ومن أسمائه تعالى العظيم: العظمة صفة من صفات الله، لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عَظَمَة يعظم بها بعضهم على بعض، فمن الناس من يُعظَّم لمال، ومنهم من يُعظم لفضل، ومنهم من يُعظم لعلم، ومنهم من يُعظم لسلطان، ومنهم من يُعظم لجاه، وكل واحد من الخلق، إنما يعظم لمعنى دون معنى، والله عز وجل، يُعظم في الأحوال كلها " (٧)، وعظمة الله جل وعز، لا تكيَّف، ولا تُحد، ولا تُمثل بشيء، ويجب على العباد أن يعلموا أنه عظيم، كما وصف نفسه، وفوق ذلك، بلا كيفية ولا تحديد.


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ١٠٠
(٢) ((الزجاج: تفسير أسماء الله الحسنى: ٥١
(٣) ((الغزالي: المقصد الأسنى: ١١٧
(٤) ((الحليمي: مختصر كتاب المنهاج: ٤٢
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٥٩
(٦) ((الحليمي: مختصر كتاب المنهاج: ٣٨
(٧) ((الأصبهاني: الحجة في بيان المحجة: ١/ ١٤١

<<  <   >  >>