للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام ابن عبدالبر: " لأن علماء الصحابة والتابعين، الذين حملت عنهم التأويل في القرآن، قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يُحتج به " (١).

[١٥ ـ العلو]

قال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل:٥٠]، يقول السمعاني: " قال بعضهم معناه: يخافون عذاب ربهم من فوقهم، والقول الثاني ـ وهو الأصح ـ: أن هذه الصفة (العلو) التي تفرد الله بها، وهو كما وصف به نفسه، من غير تكييف " (٢).

وقال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:١٨]، يقول السمعاني: " هو صفة الاستعلاء، الذي لله تعالى، الذي يعرفه أهل السنة " (٣).

وقال تعالى عن الشيطان: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} [الأعراف:١٧]، يقول قتادة: لم يقل الخبيث: من فوقهم؛ لأن الرحمة تنزل عليهم من فوقهم (٤)، وهذا فيه دلالة على العلو لله تعالى.

وقال تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [المُلك:١٦]، قال ابن عباس: أي: الله تعالى. (٥)

والأعلى هو المتعالى على خلقه جل في علاه. (٦)

وقد حكى العلماء الإجماع على ثبوت هذه الصفة لله جل وعلا:

ـ يقول الإمام الدارمي:" وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين، أن الله في السماء، وحدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث، قد عرفوه بذلك، إذا حزب الصبي شيء، يرفع يديه إلى ربه، يدعوه في السماء دون ما سواها" (٧).


(١) ((ابن عبدالبر: التمهيد: ٧/ ١٣٩
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٧٧
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٩٣
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٦٩
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ١٢
(٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢٤١
(٧) ((الدارمي: نقض الإمام أبي سعيد عثمان على المريسي: ١/ ٢٢٨

<<  <   >  >>