للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: أسماء الأنبياء الواردة في القرآن، وإثبات نبوتهم]

تتبع السمعاني أسماء الأنبياء عليهم السلام الواردة في القرآن، وبيَّن معانيها، وبعض خصائصها، وليس المقصود مجرد السرد، بل لما يترتب عليه من وجوب الإيمان بمن علمنا أسماءهم على وجه الخصوص، والإيمان بالجملة لمن لم ترد أسماءهم، مع وجوب الوقوف عند الوارد، دون الخوض عما وراء ذلك. وليس المقصود كذلك بسط قصص الأنبياء وبيان أحوالهم، فهذا له مقام آخر، لكن المقصود إثبات نبوءاتهم في القرآن الكريم، ومنهم:

١ ـ محمد وأحمد: ويأتي بيانها في مبحث خاص.

٢ ـ آدم: ورد اسمه في القرآن الكريم في أكثر من موضع، قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة:٣١]:

ـ وإنما سُمي آدم؛ لأنه خُلق من أديم الأرض. (١)

ـ وقد اصطفاه الله جل وعز، فقال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ} [آل عمران:٣٣]، والاصطفاء: الاختيار، والصفوة الخيرة، ولِمَ اختار آدم؟ اختلفوا: فمنهم من قال: اختاره للدين، ومنهم من قال: اختاره للنبوة. فإن قال قائل: إلى من كان مبعوثاً؟ قيل: للملائكة، حتى علمهم الأسماء، وإلى أولاده. (٢)

ـ واتفق المفسرون أنه هو المراد بقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:٣٠]، وذكر السمعاني خلاف العلماء في سبب تسميته خليفة، ثم رجح القول الثالث، فقال: "وقيل: إنما سُمي خليفة؛ لأنه خليفة الله في الأرض؛ لإقامة أحكامه، وتنفيذ قضاياه. وهذا هو الأصح " (٣).

وذكر السمعاني بعضاً من الدلالات القرآنية التي تدل على نبوته، منها:

أ ـ قوله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج:٧٥]، يقول السمعاني: " وأما من الناس فهم: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وغيرهم، صلوات الله عليهم " (٤).


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٦٥
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣١١
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٦٤
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٥٦

<<  <   >  >>