للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٤ ـ الحي القيوم]

ورد ذكر هذين الاسمين في قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:٢٥٥].

أ ـ الحي: هو الباقي الدائم على الأبد، وهو من الحياة، والحياة: صفة الله تعالى. (١)

فالحي هو الدائم الذي لم يزل (٢)، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان:٥٨]، وهو الله تعالى. (٣)

ب ـ القيوم:

قيل: هو القائم على كل أحد، بتدبيره في الدنيا. وقيل: هو القائم على كل نفس بما كسبت للمجازاة في الآخرة، وقيل: هو القائم بالأمور (٤)، وقيل: هو الذي لا يزول ولا يحول. (٥)

فالله جل وعلا قائم على خلقه بتدبير أمورهم، وتصريفها، قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران:١٨]، يقول السمعاني: " فهو الله تعالى قائم بتدبير الخلق " (٦)، وقال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد:٣٣]، هذا وصف لله جل وعلا، والله تعالى لا يجوز أن يُسمى قائماً على الإطلاق؛ لأن الشرع لم يرد به، وإنما يوصف به على التقييد، وهو أنه قائم على كل نفس بما كسبت، والقائم هو المتولي لأحوالها، وأعمالها، وأرزاقها، وكذلك هو المتولي للمجازاة، بكسب الخير والشر، وقال بعضهم: معنى قوله: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ} أي: عالم بكسب كل نفس. (٧) وقد ربط القرآن بين اسمي الحي القيوم؛ لارتباطهما ففيهما إثبات الكمال الذاتي في الحي، والسلطاني في القيوم. (٨)


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٥٧
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٩١ - ٣/ ٣٥٦
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٧
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٥٧
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٩١
(٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٠٢
(٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٩٦
(٨) ((انظر: حصة الصغير: شرح أسماء الله تعالى: دار القاسم، ط ١، ١٤٢٠ هـ، (١٩٤).

<<  <   >  >>