للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - والدعاء هو الكلم الطيب الذي يصعد إلى الله تعالى، ويقبله، يقول تعالى:" إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ" (فاطر ١٠)، يقول السمعاني: "وقيل: الكلم الطيب: هو الدعاء من العباد" (١).

ولذا أمر الله جل وعز به، فقال:"فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (٧) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب" (الشرح ٧ - ٨)، يقول السمعاني:" فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ" قال مجاهد وقتادة، والضحاك، والكلبي، ومقاتل: إذا فرغت من الصلاة فانصب للدعاء، وارغب إلى الله في المسألة، وقوله:" وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب" هو الحث على الدعاء والمسألة" (٢).

[٢ ـ السجود]

وناقش السمعاني في السجود ست مسائل:

١ - كون السجود عبادة محضة لله تعالى، لا يجوز صرفها لغيره.

٢ - أشار إلى بعض ما يُشكل على القاعدة السابقة من واقع بعض النصوص، وأبان الحقيقة المرادة منها، وهي في:

أ: سجود الملائكة لآدم عليه السلام.

ب: سجود إخوة يوسف ليوسف عليه السلام.

٣ - تحقيق معنى السجود.

٤ - تتبع ما حكاه القرآن من سجود المخلوقات، وأبان عن بعض مغازيه وحقائقه؛ كسجود الملائكة، وسجود الجمادات، وسجود بني إسرائيل، وسجود السحرة.

٥ - أشار إلى مكانة السجود، وذكر بعض فضائله.

٦ - أن الركوع عبادة، يجمع بينه وبين السجود: انحناء وخضوع.

المسألة الأولى:

السجود لله جل وعلا، من أجل العبادات، وأعظم الطاعات، والسجود يأتي مقرونا بالصلاة، وإنما يُعبِّر بالسجود عن الصلاة؛ لأنه أعظم أركانها، وأخص أوجه الخضوع والتذلل فيها.

وقد قرر السمعاني في تفسيره كون السجود محض عبادة لله جل وعلا، لا تجوز لأحد سواه على وجه الخضوع والتذلل والتعظيم، فقال في تفسير قوله تعالى:

" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِأدَمَ فَسَجَدُوا ... " (البقرة ٣٤)؛ "والسجود عبادة مع التواضع، والخشوع، والخضوع، ومنه شجرة ساجدة، إذ ماتت من كثرة حملها" (٣).


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٤٩
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن:٦/ ٢٥٢
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٦٦

<<  <   >  >>