للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٣ ـ الوهاب]

قال تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} [ص:٩]، يقول السمعاني: " الوهاب: المُعطي لخلقة " (١)، وقال سليمان ـ عليه السلام ـ: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص:٣٥]، أي: المُعطي (٢)، كما قال تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩)} [الشورى:٤٩].

٤٤ ـ الرزَّاق:

قال تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة:١١]، قال الزجاج: معناه: أنه يرزقكم ولا يمسكه عنكم، فلا تنشغلوا بطلبه عن الصلاة وعن ذكر الله. ويُقال: الرزق مسجلة للبر والفاجر. (٣)

والرازق: هو خير من يُعطي ويرزق. (٤)

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:٥٨]، الرزاق بمعنى الرازق، ويُقال: يقتضي مبالغة وتكثيراً. (٥)

٤٥ ـ التوَّاب:

قال تعالى: {إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:٣٧]، والتواب: هو القابل للتوبة من العباد، الرحيم بهم (٦)، ويُقال: التواب: هو المسهِّل لسبيل التوبة. (٧)

[المطلب الرابع: بعض الصفات الواردة في القرآن]

تبيَّن مما سبق، إثبات السمعاني لأسماء الله تعالى، خِلافاً لمن أنكرها من الجهمية، وأن الأسماء الحسنى تدل على ذات الباري جل وعز، فهي باعتبار دلالتها على الذات الإلهية مترادفة؛ لأنها تدل على ذات واحدة، وباعتبار دلالتها على المعنى فهي متباينة؛ لأن كل اسم منها يختص بمعنى دون الآخر، وفيه رد على من جَوَّز أن تكون الصفة هي الأخرى، وأن تكون الصفة هي الموصوف. (٨)


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٢٧
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٤٤
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٣٧
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٣٨
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٦٥
(٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٧٠
(٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢٩٦
(٨) ((ابن تيمية: التدمرية، مكتبة العبيكان، الرياض، ط ٦، ١٤٢١ هـ (٤١)

<<  <   >  >>