للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١ ـ السحر]

أما وجه كون السحر من الشرك ماروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من عقد عقدة ثم نفخ فيها سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه) (١).

والشاهد فيه: ومن سحر فقد أشرك؛ لأن السحر لاينفك عن الشرك، ففيه استعانات واستغاثات شركية بالشياطين.

ويدل عليه أن السحر ضروب كثيرة، نص النبي - صلى الله عليه وسلم - على كونها شركا، فقال في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) (٢).

وبين الحافظ ابن حجر وجه كون هذه الأمور من الشرك فقال: "والتمائم جمع تميمة، وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس، كانوا في الجاهلية يعتقدون أن ذلك يدفع الآفات.

والتولة: شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها، وهو ضرب من السحر، وإنما كان ذلك من الشرك؛ لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله، ولا يدخل في ذلك ماكان بأسماء الله وكلامه" (٣).

وذكر الإمام السمعاني في تعليم الملكين للسحر قولان: وأحدهما يؤيد ماذكر، وفيه: أنهما يعلمان كيفية السحر؛ لينتهوا عنه، كان الرجل يأتيهما فيقول: ما الذي نهى الله عنه؟ فيقولان: الشرك، فيقول: وما الشرك، فيقولان: كذا وكذا.

ويأتيهما آخر فيقول: ما الذي نهى الله عنه؟ فيقولان: السحر، فيقول: وما السحر؟ فيعلمانه كيفية السحر لينتهي، وكذا في كل المعاصي (٤).


(١) اخرجه النسائي في سننه، باب الحكم في السحرة، مكتبة المطبوعات الإسلامية، حلب، ط ٢، ١٤٠٦ هـ. ح (٤٠٧٩)، واختلف العلماء في الحديث، فالجمهور على تضعيفه؛ لأنه مرسل منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وحسنه ابن مفلح، قال: قال في الميزان: لايصح تليين عباد وانقطاعه، كذا قال، ويتوجه أنه حديث حسن، انظر: الآداب الشرعية: عالم الكتب: (٣/ ٨٢).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، باب في تعليق التمائم، ح (٣٨٨٣).
(٣) ابن حجر: فنح الباري، دار المعرفة-بيروت،١٣٧٩ هـ، (١٠/ ١٩٦).
(٤) السمعاني: تفسير القرآن:١/ ١١٨.

<<  <   >  >>