للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا يقول الزجاج: " صفات الله تعالى، هي مصادر أسمائه الحسنى، وصفات الله تعالى، كلها ثناء عليه، ومدح له، مدح بها نفسه، ونبه العباد إليها، وتعبدهم بوصفه بها " (١).

[المسألة الثانية: في الاسم والمسمى]

هذه المسألة من المسائل التي طال بحثها، وكثر نقاشها، فهي مسألة طويلة الذيل، قليل النيل، قال الإمام الطبري: " وأما القول في الاسم: أهو المسمى أم غير المسمى؟ فإنه من الحماقات الحادثة، التي لا أثر فيها فيتبع، ولا قول من إمام فيسمع، فالخوض فيها شين، والصمت عنها زين. وحسب امرئ من العلم به، والقول فيه، أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه، الصادق، وهو قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء:١١٠]، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:١٨٠]، ويعلم أن ربه، هو الذي على العرش استوى، {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه:٦]، فمن تجاوز ذلك، فقد خاب وخسر، وضل وهلك " (٢).

وأهل السنة المتقدمون لم يتحدثوا عن هذه المسألة، إلا أنه لما ذاع وشاع عن الجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن انحرفوا في هذا الباب، وقالوا: إن الاسم غير المسمى، وكانوا يقصدون إلى معنى فاسد، تصدى لهم أهل السنة بالرد والبيان.


(١) الزجاج: اشتقاق أسماء الله، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط ٢، ١٤٠٦ هـ
(٢) الطبري: صريح السنة: دار الخلفاء، الكويت، ط ١، ١٤٠٥ هـ (٢٦)

<<  <   >  >>