[المطلب الرابع: منهج الإمام السمعاني في تفسيره]
امتاز تفسير الإمام السمعاني - كما سبق - بتنوع مصادره، والثراء العلمي الغزير، الذي ضمنه السمعاني تفسيره.
وكان دمج هذه العلوم والمعارف وترتيبها في مواضعها، أمر شاق، يحتاج لدقة في التصنيف، ودربة في التأليف. وقد جاء تفسير السمعاني على منهج فريد، فقد أزاح الستار عن المشكلات، وبيّن المجملات، وأظهر المحتملات، ورد المتشابهات إلى المحكمات، فكان تفسيرا وافيا شاملا لغالب المقاصد، والمعاني، والمرادات.
وكان تعامله مع النصوص يسير حسب الحاجة، فما احتاج لبيان سبب نزول بينه، وما افتقر لإيضاح غريب أوضحه، وما تعيّن فيه استنباط حكم استنبطه، ومتى ظهر إشكال أظهره وتعقبه.
ومن الملامح العامة لمنهج السمعاني في تفسيره:
١ - نقده لبعض الروايات، وحكمه عليها بالضعف أو الغرابة.
٢ - اهتمامه بذكر الأقوال في تفسير الآية، وربما أشار إلى سبب الخلاف فيها.
٣ - أن منهجه حيال أقوال المفسرين، يقوم على الجمع، أو الترجيح، أو التوقف دون ترجيح.
٤ - حكايته لبعض إجماعات المفسرين.
٥ - إيراده لبعض التقسيمات المفيدة، التي تجمع شتات المسائل.
٦ - اهتمامه بتعريف المصطلحات الشرعية، كالإيمان، والصلاة، وغيرهما.
٧ - الربط بين المعاني اللغوية والشرعية، في المصطلحات التي يتطرق إليها.
٨ - اهتمامه بفن الوقف والابتداء.
٩ - بيان الحق فيما ظاهره التوهم في بعض النصوص.
١٠ - اهتمامه بذكر بعض القواعد والفوائد اللغوية والأصولية.
١١ - اهتمامه بذكر أصول الكلمات العربية، واشتقاقاتها اللغوية.
١٢ - اهتمامه بذكر التعليل.
١٣ - ذكره لنفائس العلوم، وفضائل الفنون، المستنبطة من النصوص.
١٤ - الإشارة إلى علم الآداب والأخلاق والسلوك.
وبالإجمال: فهو تفسير حافل بالعلوم والمعارف، مليء بالفنون واللطائف.