للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأهل السنة مع إثباتهم لأصل الصفة لله تعالى، على ما تليق به سبحانه، قد يفسرون الصفة بلازمها، وفرق بين الصفة ولازمها، ولذا السمعاني، أثبت أساس الصفة على مايليق بجلال الله تعالى، وفسَّر بعض المواطن بلازم الصفة، فقال مثلاً: قوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران:٥٧]، يقول السمعاني: " أي: لا يرحم الكافرين، ولا يُثني عليهم بالجميل " (١)، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} [النساء:١٠٧]، يقول السمعاني: " قال أهل التفسير: معناه: إن الله لا يقرب من كان خواناً أثيماً " (٢).

يقول الإمام ابن تيمية: " والذي جاء به الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة، وعليه مشايخ المعرفة، وعموم المسلمين، أن الله يُحِبُ ويُحَبُ، كما نطق بذلك الكتاب والسنة " (٣).

[٤ ـ البركة]

قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان:١]، يقول السمعاني:"وقال الحسن: تبارك صفة من صفات الله تعالى؛ لأن كل بركة تجيء منه، وقال غيره: لأنه تبرك باسمه" (٤).

وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [المُلك:١]، والمعنى: أن جميع البركات منه تعالى، ويُقال: تبارك الله، أي: تعظم وتقدس وتعالى (٥)، وقال السمعاني أيضاً في المعنى: " أي: ثبت له ما يستحقه من التعظيم والجلال، فيما لم يزل ولايزال " (٦).


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣٢٦
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٤٧٦
(٣) ((ابن تيمية: النبوات: ١/ ٣٣٨
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٥
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٦
(٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٢٥

<<  <   >  >>