١ - الشرك بالله تعالى، ولما كان الشرك بالله تعالى أعظم الذنوب، أفاض في شأنه، وجاء على أصله وفرعه بالنقض، وقد انتظم كلام السمعاني في هذه المسألة في عدة أمور:
- بيان حقيقة الشرك.
١ - بيان خطورة الشرك وقبحه.
٢ - الإشارة إلى بعض صور الشرك، ومن الصور التي ناقشها السمعاني:(السحر- الكهانة- الطيرة - التنجيم).
٣ - اتباع الهوى.
٤ - الغلو في الدين.
٥ - موالاة الكفار والركون إليهم.
٦ - اتباع الكفار وما كانوا عليه.
والنواقض: جمع ناقض أو ناقضة، وناقض الشيء ونقيضه: ما لا يمكن اجتماعه معه، والنقض: إفساد ما أبرمت من حبل وبناء، وهو اسم فاعل من نقض الشيء إذا أفسده، فنواقض التوحيد مفسداته، والنقض متى أُضيف إلى الأجسام يُراد بها إبطال تأليفها، ومتى أُضيفت إلى المعاني يُراد به إخراجه مما هو المطلوب به، والنقض حقيقة في البناء، واستعماله في المعاني مجاز، وعلاقته الإبطال (١).
ولذا كان من أعظم الذنوب التي لايغفرها الله جل وعلا، قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ "(النساء ٤٨)، وإنما كان الشرك أعظم الذنوب لأمور:
١/لأنه أقبح القبح، وأظلم الظلم، إذ مضمونه تنقيص رب العالمين، وصرف خالص حقه لغيره، وعدل غيره به، كما قال تعالى:" ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ"(الأنعام ١).
٢/ ولأنه مناقض للمقصود بالخلق والأمر مناف له من كل وجه، وذلك غاية المعاندة لرب العالمين، والاستكبار عن طاعته، والذل له، والإنقياد لأوامره الذي لاصلاح للعالم إلا بذلك.