للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - ملك الموت - عليه السلام -]

قال تعالى:" قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ " [السجدة:١١]، يقول السمعاني: "ملك الموت هو عزرائيل" (١)، وهو موكل بقبض الأرواح (٢)، ولم يرد في شيء من الصحاح شيء يعتمد في هذه اتسمية، فهي من قبيل الإسرائليات التي تُذكر، مع شهرته الواسعة بهذا الاسم في كتب التفسير، قال ابن كثير: وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل، والله أعلم (٣)

وأما معنى التوفي: فهو استيفاء العدد، ومعناه: أنه يقبض أرواحهم حتى لايبقى أحد من العدد الذين كتب موتهم (٤).

وأورد السمعاني سؤالا مفاده، كيف وجه الجمع بين الآية السابقة:" قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ"وهو واحد، وقوله تعالى:" تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا" [الأنعام:٦١]، وقوله تعالى:" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ" [النساء:٩٧]؟! أجاب عنها السمعاني بجوابين: (٥)

أ ـ قيل أورده بلفظ الجمع، والمراد به الواحد، ومثله شائع في كلام العرب.

ب ـ وقيل: إن لملك الموت أعوانا، فلعله أراده مع أعوانه، فلذلك ذكر بلفظ الجمع، وأعوانه لايصدرون إلا عن أمره، ولذلك نسب الفعل إليه. وقد أشار السمعاني إلى تفصيلات وقصص، هي من قبيل الإسرائليات عن ملك الموت وأعوانه، فذكر مجيء ملك الموت إلى نوح ويعقوب عليهما السلام ومحادثته لهما، وهذا ورد مثيله في السنة المطهرة من مجيء ملك الموت إلى موسى عليه السلام واستئذانه في قبض روحه، فضربه موسى ففقأ عينه، كما هو مشهور في الحديث، وعليه فلا يُستبعد ما ذكره السمعاني، لكن تُحكى على أنها من قبيل الإسرائليات.


(١) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ٨٧
(٢) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ٢٥٠
(٣) - ابن كثير: البداية والنهاية: ١/ ٤٧
(٤) السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٢٤٦
(٥) السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٤٦٨ - ٢/ ١١٢ - ١٨٠ - ٤/ ٢٤٥

<<  <   >  >>