للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ذكر بعض الفضائل المتعلقة ببعضها؛ كما في السجود مثلا.

٣ - إيراد بعض الإشكالات الواردة على بعضها.

وتقرير السمعاني يسير في فلك الجو القرآني، ولذا يُعد تقريره بمثابة التأصيل للمسائل، والرد على المخالف؛ فحين يُثبت ما أثبته القرآن من كون الدعاء عبادة، يردفه ببيان خطورة صرف العبادة لغير الله تعالى؛ لأنها محض حق له جل وعلا، فهو بهذا يرد على الطوائف الغالية في هذا الباب، الذين يصرفون الدعاء وغيره لغير الله تعالى، ويتقربون به لغيره، فهو وإن لم يصرح به، لكن إثبات أصله يُعد ردا ضمنيا على ما خالفه.

ومن العبادات التي أولاها السمعاني اهتمامابالغا: الدعاء، والسجود، والذكر.

١ ـ الدعاء (١):

ناقش السمعاني في الدعاء أربع مسائل:

١ - كون الدعاء عبادة، وأنه لا يجوز صرفه لغير الله تعالى.

٢ - الإجابة عن تساؤل يعرض للذهن: كيف لا يُستجاب الدعاء، مع وعد الله تعالى بالإجابة؟

٣ - جواب عن استشكال: لو قال قائل في قوله تعالى: (وآتاكم من كل ما سألتموه)، نحن نسأله أشياء ولا يُعطينا؟

٤ - آداب الدعاء.

المسألة الأولى:

دلت الدلائل الشرعية، على كون الدعاء عبادة، بنوعيه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة. قال تعالى: " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥) " (الأعراف ٥٥)، قال ابن عطية: " وهذا أمر بالدعاء وتعبد به " (٢).


(١) ((يقول الإمام الزجاج: " ومعنى الدعاء لله عز وجل على ثلاثة أضرب: فضرب منها: توحيده والثناء عليه، كقولك: يا الله لا إله إلا أنت، وضرب ثانٍ: هو مسألة الله العفو والرحمة وما يقرب منه، كقولك: الله اغفر لنا، وضرب ثالث: هو مسألته في الدنيا كقولك: اللهم أرزقني مالاً وولداً. وإنما يسمى هذا أجمع دعاء؛ لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء، بقوله: يا الله، ويارب، ويا رحيم، فذكر ذلك سُمي دعاءً " معاني القرآن: ١/ ٢٥٥
(٢) ((ابن عطية: المحرر الوجيز: ٢/ ٤١٠

<<  <   >  >>