للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أ ـ من الأشراط الصغرى]

١ ـ صدق رؤيا المؤمن: واستدل لها السمعاني بقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا تقارب الزمان، لم تكد رؤيا المؤمن تكذب " (١)، قال السمعاني: " وله معنيان: أحدهما: أن تقارب الزمان، هو استواء الليل والنهار، والطِّباع عند استواء الليل والنهار أصح، فالرؤيا أصدق. والمعنى الثاني: أن تقارب الزمان هو تقارب الساعة " (٢)، وهذا أحد الأقوال التي ذكرها العلماء في الزمن الذي تقع فيه صدق رؤيا المؤمن، إذا اقتربت الساعة، وقُبض العلم، ودرست معالم الشريعة، بسبب الفتن وكثرة القتل، فإنهم يُعَوَّضون بالمرائي الصادقة، التي هي جزء من النبوة، الآتية بالتبشير والإنذار، وقيل: ذلك خاص بزمان عيسى عليه السلام. (٣)

٢ ـ ظهور مُدَّعيي النبوة: واستدل لها السمعاني بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون قريباً من ثلاثين، كلهم يزعم أنه نبي، ولا نبي بعدي " (٤)، يقول العلماء: وليس التحديد مراداً به كل من ادعى النبوة مطلقاً، فإنهم كثير لا يحصون، وإنما المراد من قامت له شوكة، وكثر أتباعه، واشتهر بين الناس. (٥)

٣ ـ حسر الفرات عن جبل من ذهب: واستدل له السمعاني بقوله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن يحسر الفرات على جبل من ذهب، فيقتتل الناس عليه " (٦)، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من حضره، أن يأخذ منه شيئاً؛ لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه. (٧)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، باب القيد في المنام، ح (٧٠١٧)
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣٥
(٣) ابن حجر: فتح الباري: ١٢/ ٤٠٦ - ٤٠٧
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، باب علامات النبوة، ح (٣٦٩)
(٥) ابن حجر: فتح الباري: ٦/ ٦١٧
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه، باب خروج النار، ح (٧١١٩)
(٧) ابن حجر: فتح الباري: ١٣/ ٨١

<<  <   >  >>