للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ ـ الذكر (١):

ناقش السمعاني فيه ثلاث مسائل:

١ - أهمية الذكر ومحله، ومدح أهله.

٢ - العموم والخصوص في إطلاق لفظ الذكر.

٣ - ما يشمله الذكر بمعناه الخاص، وذكر تحته: التسبيح والتحميد.

ذكْرُ الله جل وعلا من أجل العبادات، وأسهل الطاعات، اشتركت فيه كل المخلوقات، وذكره تعالى قائم في كل الكائنات.

ولما كان الذِكْر بهذه الميزة العظيمة، والمكانة الجليلة، والتي بها التفرقة بين القلب المعمور والقلب المهجور، تتبع الإمام السمعاني الآيات التي أشارت إلى فضل الذكر، وأصنافه، وأقسامه، وأنواعه، فأفاض-رحمه الله - في بيانه، وأسهب في إيضاحه.

وحَصْرُ ما ذكره السمعاني، وأشار إليه في هذا المقام، يُجمل في عدة مسائل:

المسألة الأولى:

أن الله جل وعلا أمر به، وحثَّ عليه، وبَيَّن الفضل المترتب عليه، وهي عبادة قلبية ولسانية، يقول السمعاني: "الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، هو ضد النسيان " (٢).

ومن الآيات الآمرة بالذكر، والحاضة عليه، قول الله جل وعلا:

" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ" (البقرة ١٥٢)،ذكر الإمام السمعاني ثلاثة أقوال في المعنى المراد من الذكر (٣).

الأول: بمعنى المدح والثناء عليه، ذكره الإمام الطبري عن الربيع، والسُدِّي (٤).

الثاني: قيل معناه: فاذكروني كما أرسلنا، وضعف هذا القول الطبري في تفسيره (٥).


(١) ((يقول الإمام القرطبي: " وأصل الذكر: التَنبُّه بالقلب للمذكور، والتيقظ له. وسُمِّي الذكر باللسان ذكراً؛ لأنه دلالة على الذكر القلبي، غير أنه لما كثُر إطلاق الذكر على القول اللساني، صار هو السابق للفهم ". الجامع لأحكام القرآن: ٢/ ١٧١
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٧٠، يقول الإمام ابن جُزي: "الذكر ثلاثة أنواع: ذكر بالقلب، وذكر باللسان، وبهما معا". التسهيل لعلوم التنزيل ١/ ١٠١
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن:١/ ١٥٥.
(٤) ((الطبري: جامع البيان:٣/ ٢١١
(٥) ((الطبري: جامع البيان:٣/ ٢٠٩

<<  <   >  >>