للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذن: إنما أجاب موسى عليه السلام بما أجاب به؛ لأن الرب جل وعلا معروف، " وأن آياته، ودلائل ربوبيته، أظهر، وأشهر من أن يُسأل عنه (بما هو)، فإن هذا إنما هو سؤال عما يجهل، والله سبحانه أعرف، وأظهر، وأبين من أن يُجهَل، بل معرفته مستقرة في الفطِر، أعظم من معرفة كل معروف " (١)

[المطلب الخامس: مسائل في الأسماء والصفات]

هذا المطلب معقود لبيان تفسير السمعاني، لبعض الآيات الكريمات التي تصف الرب جل وعلا ببعض الصفات، أو بعض الأفعال التي تكون من الله جل في علاه:

[١ ـ ما معنى الكيد من الله تعالى]

قال تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف:٧٦]، يقول السمعاني: " الكيد من الخلق هو الحيلة، ومن الله: التدبير بالحق " (٢). فمعنى الآية: " كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ " أي: دبرنا ليوسف، وقيل: صنعنا ليوسف، وقال ابن الأنباري: أردنا ليوسف. (٣)

وفي قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦)} [الطارق:١٥ - ١٦]، يقول السمعاني: "والكيد في اللغة: هو صنع يصل به إلى الشيء على الخفية والاستتار.

الكيد من الله: هو الاستدراج من حيث لا يعلمون الكفار، والاستدراج؛ هو الأخذ قليلاً قليلاً، وقيل: هي الأخذ من حيث يخفى عليهم، وقيل: " وَأَكِيدُ كَيْدًا أي: أعاقبهم عقوبة كيدهم " (٤).


(١) ((ابن تيمية: درء التعارض العقل والنقل: ٨/ ٣٩
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٥٢
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٥٢
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢٠٣

<<  <   >  >>