للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: تعريف العبادة، وأنواعها]

ما سقناه في هذا المطلب من مسائل ولطائف، تُدلل على اهتمام السمعاني بتتبع مواطن العبادة، التي هي أس التوحيد وأصله، فسبق أن معنى الإله: هو المعبود الحق، فقرر السمعاني هذه المسائل تقريرا مستفيضا، وهو بهذا يُقرر قضيتين، ويُوجه فرقتين، ويَرد على طائفتين، ويُؤصل لقاعدتين، ويُقدم توجيهين:

فالقضيتان:

١ - أن الأعمال ركن في الإيمان، وهو ما ذكره كذلك تقريرا في مسائل الإيمان.

٢ - أن الأعمال سبب للنجاة في الاخرة، إذا استكملت شرائطها.

والفرقتان:

١ - الغالية التي خرجت عن الإسلام الوسطي المعتدل.

٢ - الجافية التي تركت العمل، وركنت إلى رحمة الله عز وجل.

والطائفتان:

١ - الخوارج الذين كفروا الناس بترك آحاد العمل.

٢ - المرجئة الذين لم يُخرجوا أحدا من الإيمان مع تركهم جنس العمل.

والقاعدتان:

١ - أن العبادات توقيفية، فليس لأحد أن يُشرع شيئا لم يأذن به الله تعالى، أو يستحسن أمرا لم يرد به الشرع.

٢ - أن صحة العبادة مبني على الإخلاص والمتابعة.

والتوجيهان:

١ - أن المرء لا بد أن يسير في حياته إلى ربه بين جناحي الخوف والرجاء.

٢ - أن ينوع المرء بين الطاعات حتى لا يقع في الملل، وألا يميل إلى الترهبن وترك المباحات تعبدا، وألا ينقطع عن الدنيا تماما.

وهو بهذا يجمع شتات الموضوع، ويسدل الستار على قضاياه ومسائله، بعد البحث والتحري والتقصي والتأصيل والتقعيد، ويُشير إلى التوازن الذي ينبغي أن يكون عليه المرء في حياته.

<<  <   >  >>