للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١١ ـ النزول]

قال تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا} [المزَّمل:١٨]، يقول السمعاني: " قد ورد عن كثير من السلف أن قوله " مُنْفَطِرٌ بِهِ " أي: بالله، وهو نزول يوم القيامة لفصل القضاء، بلا كيف " (١).

وقال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق:١]، يقول السمعاني: " وفي تفسير النقاش: انشقت لنزول الرب عز اسمه، هو بلا كيف " (٢).

قال ابن عباس: قوله: " السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ "، يعني: تشقَّق السماء، حين ينزل الرحمن جل وعز. (٣)

[١٢ ـ الإتيان والمجيء]

قال تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة:٢١٠]،يقول السمعاني: " والآية من المتشابهات " (٤)، وأشرنا سابقاً إلى أن آيات الصفات، ليست من المتشابهات، وإنما هي من المحكمات البينات والواضحات، ولكن يُحمل كلام الأئمة في مثل هذه المقامات، على أن مقصودهم، إثبات الصفة على حقيقتها، والإيمان بظاهرها، ووكل علم حقيقتها إلى الله تعالى، وهذا يُبينه كلام السمعاني، حين نقل عن أصحاب التفسير، كأبي بن كعب ومجاهد، أنهما قالا في تفسير الآية: يأتي الله يوم القيامة في ظلل من الغمام، ثم قال:" والأولى في هذه الآية وما يشاكلها، أن نؤمن بظاهره، ونكل علمه إلى الله تعالى، وننزه الله سبحانه وتعالى عن سمات الحدث والنقص " (٥).


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٨٣
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ١٨٦
(٣) ((الطبري: جامع البيان: ٢٣/ ٦٩٥
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢١٠
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢١١

<<  <   >  >>