للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ ـ التنجيم]

علم النجوم يسمى بالعربية التنجيم، وباليونانية: اصطرنوميا، واصطر هو النجم، ونوميا هو العلم (١)، والحديث عنه ينتظم عدة امور:

أ / التنجيم في اللغة: مصدر الفعل نجَّم وهو مأخوذ من النجم، وهو الكوكب (٢).

يقول السمعاني: "والعرب إذا أطلقت النجم عنت به الثريا" (٣).

والمنجم والمتنجم: الذي ينظر في النجوم، ويحسب مواقيتها وسيرها (٤).

ب /التنجيم في الاصطلاح: عرفه الإمام السمعاني بقوله: هو النظر فيها للقول بالغيب عنها (٥)، وهو ما عرفه به الأئمة:

يقول الإمام ابن تيمية: "التنجيم كالاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية من السحر" (٦)، وقال: "وصناعة التنجيم التي مضمونها الأحكام والتأثير وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية" (٧).

وقال الإمام الخطابي: "علم النجوم المنهي عنه: هو مايدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح، ومجيء المطر، وظهور الحر والبرد، وتغيّر الأسعار، وما كان في معانيها من الأمور، يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها وباجتماعها واقترانها، ويدعون أن لها تأثيرا في السفليات، وأنها تتصرف على أحكامها، وتجري على قضايا موجباتها (٨).


(١) الخوارزمي: مفاتيح العلوم:، دار الكتاب العربي، ط ٢، (٢٣٥).
(٢) الجوهري: الصحاح:٥/ ٢٣٩.
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢٠٣
(٤) ابن منظور: لسان العرب:١٢/ ٥٧٠، الزبيدي: تاج العروس ٩/ ٧٢ - ٧٣.
(٥) السمعاني: تفسير القرآن:٦/ ٧٤.
(٦) ابن تيمية: المستدرك على مجموع الفتاوى:٥/ ١٣٠.
(٧) ابن تيمية: مجموع الفتاوى:٣٥/ ١٩٢.
(٨) الخطابي: معالم السنن:٤/ ٢٣٠.

<<  <   >  >>