للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: الموقف من الفتنة التي جرت بين الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ]

الواجب الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة، الكف عن ذكر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ إلا بخير ما يُذكرون به. وأجمعوا أنهم أحق أن تنشر محاسنهم، ويُلتمس لأفعالهم أفضل المخارج، وأن يُنظر بهم أحسن الظن، وأجمل المذاهب. وأجمعوا أن ما كان بينهم من الأمور الدنيوية لا يُسقط حقوقهم، وأجمعوا كلهم على القول بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر:١٠]. (١)

والذي قرَّره الإمام السمعاني في هذا الباب، موافق لمنهج السلف، وسائر على كل ما أجمعوا عليه، ومما ذكره في هذا المقام:

ـ قال السمعاني: " وحُكي عن بعض العلماء، أنه سُئل عما وقع من الفتن بين علي ومعاوية، وطلحة والزبير وعائشة ـ رضوان الله عليهم ـ فقرأ: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة:١٤١]، وهذا جواب حسن في مثل هذا السؤال ". (٢)

فالواجب الأول تجاه الفتنة التي جرت بين الصحابة، ذكرهم بالجميل، ووكل أمرهم إلى الله تعالى، وإحسان القول فيهم.


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٦٧
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٤٨

<<  <   >  >>