للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: قيل الذكر من العبد الطاعة، ومن الله المغفرة والرحمة، ومعناه: فاذكروني بالطاعة، أذكركم بالمغفرة والرحمة، وهذا القول روي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، و"روي أن عبد الملك كتب إلى سعيد بن جبير في مسائل، فقال في جوابها: وتسأل عن الذكر، الذكر: طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكر الله، ومن لم يطعه فليس بذاكر، وإن أكثر التسبيح وتلاوة الكتاب، وتسأل عن قول الله تعالى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" فإن ذلك: إن الله يقول: اذكروني بطاعتي، أذكركم بمغفرتي " (١).

-" وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ" (البقرة ١٩٨)، يقول الإمام السمعاني:" أي: واذكروه بالتوحيد والتعظيم، كما ذكركم بالهداية " (٢).

-"فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا " (البقرة ٢٠٠)، يقول الإمام السمعاني: " يعني: اذكروا الله بالتكبير، والتمجيد، والثناء عليه " (٣).

-" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا" (المزمل ٨)،يقول الإمام السمعاني: "قال مقاتل: إذا قرأت فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، عند افتتاح السورة، وقيل: اذكر ربك" (٤).

-" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" (الإنسان ٢٥)، يقول الإمام السمعاني: "أي بالغدو والعشي" (٥)، وقد فسر الإمام السمعاني قوله تعالى:" وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا" (الفرقان ١٦٢)، بأن "من أراد ذكرا أو شكراً، فالليل والنهار زمانا الذكر والشكر" (٦).

وقد أمر الله جل وعز بذكر الله على كل الأحوال، فقال:" فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ " (النساء ١٠٣)، "يعني الذكر بالتسبيح، والتهليل، والتحميد والتمجيد " (٧).


(١) ((الواحدي: التفسير الوسيط:١/ ٢٣٤
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٢٠٢
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٢٠٤
(٤) ((السمعاني: تفسير السمعاني:٦/ ٨٠
(٥) ((السمعاني: تفسير السمعاني:٦/ ١٢٢
(٦) ((السمعاني: تفسير السمعاني:٤/ ٢٩
(٧) ((السمعاني: تفسير السمعاني:١/ ٤٧٤.

<<  <   >  >>