للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ ـ الملكانية (١): ذكر الإمام السمعاني مقالتهم، وأنهم كانوا يقولون: إن عيسى أحد الأقانيم الثلاثة، الله ومريم وعيسى. فهؤلاء ثلاثة أقانيم قديمة، وعيسى أحد هذه الثلاثة. وهذا الذي عليه أكثر النصارى. (٢)

ويقول الإمام ابن حزم عن هذه الفرقة، إنها أعظم الفِرق الثلاث؛ " وهي مذهب جميع الملوك النصارى حيث كانوا، حاشا الحبشة والنوبة، ومذهب عامة أهل كل مملكة النصارى، ومذهب جميع نصارى إفريقية، وصقلية، والأندلس، وجمهور الشام، وقولهم: إن الله تعالى عبارة عن قولهم ثلاثة أسباب: أب وابن وروح القدس، كله لم تزل، وأن عيسى عليه السلام إله تام كله، والإنسان تام كله، ليس أحدهما غير الآخر، وأن الإنسان منه هوالذي صُلب وقُتل، وأن الإله منه لم ينله شيء من ذلك. وأن مريم ولدت الإله والإنسان، وأنهما معاً شيء واحد، ابن الله، تعالى الله عن كفرهم ". (٣)

والنصارى بالجملة انقسمت إلى طوائف عدة:

الطائفة الأولى: القائلون بالطبيعة الواحدة للمسيح، وهم من أخذ بقرار مجمع أفسس، وهذا المجمع انعقد لمواجهة قول نسطور، الذي كان يقول بأن المسيح له طبيعتان: إلهية وإنسانية بشرية، وأن مريم والدة الإنسان دون الإله. وتمخض عن هذا الاجتماع، القرار بأن المسيح إله وإنسان ذو طبيعة واحدة، وأقنوم واحد، وأن مريم أم إلههم، وحُكِم على نسطور بالطرد من الكنيسة.


(١) ((الملكانية: أصحاب ملكا الذي ظهر بأرض الروم واستولى عليها. ومعظم الروم ملكانية. قالوا: إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح، وتدرعت بناسوته. ويعنون بالكلمة: أقنوم العلم، ويعنون بروح القدس: أقنوم الحياة. وقال بعضهم: إن الكلمة مازجت جسد المسيح، كما يمازج الخمر أو الماء اللبن. وصرحوا بأن الجوهر غير الأقانيم، وذلك كالموصوف والصفة، وعن هذا صرحوا بإثبات التثليت. الشهرستاني: الملل والنحل: ٢/ ٢٧
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٢٩
(٣) ((ابن حزم: الفِصل في الملل والأهواء والنحل: ١/ ٤٨

<<  <   >  >>