للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ ـ ولو كان مشتقاً لكان له سمي، سبحانه وتعالى، والله يقول: " هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) " (مريم ٦٥)، والمشركون سموا أصنامهم آلهة.

ولكن يُقال: هذا ليس بلازم؛ لأن الذي سمى به المشركون أصنامهم، هو ما حكاه الله تعالى بقوله: " قَالُوا يَامُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ " (الأعراف ١٣٨)، وقال: " فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (٨٨) " (طه ٨٨). وأما اسم الله، فلام التعريف اللازمة عوض عن الهمزة، فلم يُسمَّ به غير الله.

وقوله تعالى: " هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) " (مريم ٦٥)، أي هل تعلم شيئاً يُسمى الله غيره، أو هل تعلم له نظيراً في الخلق، ووجوب الإلهية (١). ولذا قال ابن كثير: " في الاستدلال بهذه الآية على كون هذا الاسم جامداً غير مشتق نظر " (٢).

٢ ـ وقالوا: إن الاشتقاق يستلزم مادة يُشتق منها، واسمه تعالى قديم، والقديم لا مادة له، فيستحيل الاشتقاق.

وهنا يُقال: " ولاريب أنه إن أُريد بالاشتقاق هذا المعنى، وأنه مستمد من أصل آخر، فهو باطل، ولكن الذين قالوا بالاشتقاق، لم يريدوا هذا المعنى، ولا ألَمَّ بقلوبهم، وإنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى، وهي الإلهية، كسائر أسمائه الحسنى، كالعليم، والقدير، والغفور، والرحيم، والسميع، والبصير، فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها، بلا ريب، وهي قديمة، والقديم لا مادة له. فما كان جوابكم عن هذه الأسماء، فهو جواب القائلين باشتقاق اسم الله " (٣).


(١) ((الزركشي: معنى لا إله إلا الله: ١٠٦
(٢) ((ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ١/ ١٢٤
(٣) ((ابن القيم: بدائع الفوائد، دار الكتاب العربي، بيروت، (١/ ٢٢)

<<  <   >  >>