للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقول الثاني: أنه مشتق من استحقاق العبادة، فعلى هذا يكون صفة لازمة لذاته؛ لأنه لم يزل مستحقاً للعبادة، فلم يزل إلهاً، وهذا أصح القولين؛ لأنه لو كان مشتقاً من فعل العبادة لا من استحقاقها، للزم تسمية عيسى عليه السلام إلهاً، لعبادة النصارى له، وتسمية الأصنام آلهة، لعبادة أهلها لها، وفي بطلان هذا، دليل على اشتقاقه عن استحقاق العبادة،

لا من فعلها. فصار قولنا (إله) على هذا القول، صفة من صفات الذات، وعلى القول الأول من صفات الفعل. (١)

٦ ـ نبه الإمام ابن القيم إلى أن النزاع في الإله، هو نزاع في الاشتقاق لا في المعنى، فقال: "فإن جميع أهل الأرض، علماءهم، وجهلاءهم، ومن يعرف الاشتقاق ومن لا يعرفه، وعربهم وعجمهم، يعلمون أن (الله) اسم لرب العالمين، خالق السموات والأرض، الذي يحيي ويميت، وهو رب كل شيء ومليكه، فهم لا يختلفون في أن هذا الاسم يراد به هذا المسمى، وهو أظهر عندهم، وأعرف، وأشهر من كل اسم وُضع كل مسمى، وإن كان الناس متنازعين في اشتقاقه، فليس ذلك بنزاع منهم في معناه " (٢).


(١) ((وانظر: العز بن عبدالسلام: تفسير القرآن: دار ابن حزم، بيروت، ط ١، ١٤١٦ هـ، (١/ ٨٨)
(٢) ((الموصلي: محمد بن محمد: مختصر الصواعق المرسلة: دار الحديث، القاهرة، ط ١،١٤٢٢ هـ (١٠٢)

<<  <   >  >>