للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي كان سببا في انهيار الدولة العباسية، أكبر دليل على ذلك.

ومن مظاهر الضعف في العالم الإسلامي:

١ - ظهور الرفض وشيوعه، يقول الإمام الذهبي وهو يشير إلى أحداث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة: " والرفض عالٍ في الشام، ومصر، وبعض المغرب، فلله الأمر " (١). ويشير الإمام ابن كثير في تأريخه إلى حدوث الفتن المستمرة، والقتال المحتدم بين السنة والرافضة، فيقول حاكيا ما وقع من أحداث سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة: " وفيها كانت فتن عظيمة بين الروافض والسنة، ورفعوا المصاحف، وجرت حروب طويلة، وقُتل خلق كثير ... " (٢).

٢ - نشوء التفرق في المغرب، بسقوط الدولة الأموية، وتمزق الدولة العامرية في الأندلس (٣)، ولا أدل على ذلك، من حصول الاضطراب داخل أروقة قصر الرئاسة في ذلك الزمن، إذ اختفت فيه مراسم الاحتفال بالبيعة الخاصة للخليفة، واستعيض عنها إما بالصفق على يد الخليفة داخل مقره، أو على سطح مقر رئاسته. وكانت هذه الاضطرابات مستمرة من عام ٣٩٩ هـ إلى عام ٤٢٢ هـ، فيما كان يُعرف حينها بعصر الفتنة (٤).

ومع هذا الضعف، فقد هيأ الله تعالى للمسلمين في ذلك الزمن، من يلم شعثهم، ويوحد صفهم، ويجمع كلمتهم:


(١) الذهبي: تأريخ الإسلام: (٣٠/ ١٩٧)
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية: (١٦/ ١١٣)
(٣) يقول الأستاذ عبد الشافي عبد اللطيف في كتابه: السيرة النبوية والتأريخ الإسلامي، دار السلام - القاهرة، ط ١ - ١٤٢٨ هـ (١/ ٣٤٧): "وبوفاة الحكم المستنصر سنة ٣٣٦ هـ، يمكن القول: إن الدولة الأموية قد انتهت فعلا في الأندلس، فاستبد بالأمر المنصور بن أبي عامر، وأصبح الحاكم المطلق هو وأولاده من بعده لمدة ثلث قرن، وقد أطلق المؤرخون على الأندلس في تلك الفترة وصف الدولة العامرية نسبة إليهم ".
(٤) ينظر: سالم الخلف: نظم حكم الأمويين، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ط ١،١٤٢٤ هـ (١/ ١٣٩).

<<  <   >  >>