للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام ابن بطال (١): "وأما استئذان الشمس في السجود، فالاستئذان قول لها، والله على كل شيء قدير، فيمكن أن يخلق الله فيها حياة توجد القول عندها، فتقبل الأمر والنهي؛ لأن الله قادر على إحياء الجماد والموات" (٢)، وقال غيره: يحتمل أن يكون الاستئذان أسند إليها مجازا، والمراد من هو مُوَكَّل بها من الملائكة، قال المباركفوري (٣): "قلت الظاهر هو الأول" (٤).

ج ـ سجود بني إسرائيل:

أمر الله تعالى بني إسرائيل أن يدخلوا بيت المقدس سجدا، كما قال جل في علاه: ... "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ... " (البقرة ٥٨)، واختلف المفسرون في معنى السجود في هذه الآية على أقوال:

الأول: قيل: هو سجود على حقيقته، قال الحسن: أراد به السجود نفسه الذي هو إلصاق الوجه بالأرض، واستبعده الرازي؛ لأن الظاهر يقتضي وجوب الدخول حال السجود، فلو حملنا السجود على ظاهره لامتنع ذلك (٥).


(١) ((ابن بطال: علي بن خلف، أبو الحسن، عالم بالحديث، من أهل قرطبة، له شرح صحيح البخاري، توفي سنة ٤٤٩ هـ، الزركلي: الأعلام: ٤/ ٢٨٥
(٢) ((ابن بطال: شرح صحيح البخاري: مكتبة الرشد، الريا، ط ٢، ١٤٢٣ هـ (١٠/ ٤٥١).
(٣) ((المباركفوري: عبدالرحمن: عالم مشارك في أنواع من العلوم، قرأ العلوم العربية، والمنطق، والفلسفة، والهيئة، والفقه، وأصول الفقه، من مؤلفاته: السنن في مجلدين، توفي سنة ١٣٥٣ هـ، عمر كحالة، معجم المؤلفين:٥/ ١٦٦
(٤) ((المباركفوري: تحفة الأحوذي: دار الكتب العلمية (٦/ ٣٤٩)
(٥) ((الرازي: مفاتيح الغيب:٣/ ٥٢٣

<<  <   >  >>