للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سبحانه ناهياً عن اتخاذ المشركين أولياء:" وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (النساء ٨٩)، يقول السمعاني:

"" فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ"، منعهم عن الموالاة معهم" حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ"أي: حتى يسلموا" (١).

وقال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ " (النساء ١٤٤)، يقول السمعاني: "في الآية نهي عن موالاة المؤمنين مع الكفار" (٢).

وقال تعالى:" إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا" (المائدة ٥٥)، يقول السمعاني:" قوله تعالى:" إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ"هذا راجع إلى قوله:" لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ "لمَّا منعهم من موالاة اليهود والنصارى دعاهم إلى موالاة الله ورسوله" (٣).

والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقد بين السمعاني الحد المحرم في الموالاة فقال في تفسير قوله تعالى:" وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ" (هود ١١٣):" الركون: هو المحبة والمودة والميل بالقلب، وعن أبي عالية الرياحي قال: هو الرضا بأعمالهم، وعن السدي قال: هو المداهنة معهم، وعن عكرمة قال: هو طاعتهم" (٤).


(١) السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٤٥٩.
(٢) السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٤٩٥.
(٣) السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ٤٧.
(٤) السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ٤٦٤.

<<  <   >  >>