للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما المؤمنون فهم خاضعون، ذليلون، منقادون، قابلون لكل ما جاء به الحق غير مستكبرين، قال تعالى: " إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِ‍آيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " (السجدة ١٥)، "أي: لا يتكبرون، ويقال: من سجد لله فقد طرح التكبر عن رأسه " (١).

المسألة الثانية: فضائل كلمة التوحيد:

لكلمة التوحيد فضائل كثيرة، وفوائد جمة مستفيضة، ويكفيها شرفاً، وعلواً، ورفعة، ومقاماً، اختصاصها بالذات العلية المقدسة، ومع ذلك فقد ورد في القرآن الكريم، ما يدل على اختصاصها، وميزاتها، وفضائلها، وقد تتبعها السمعاني في تفسيره، وأظهر المراد منها، وبيّن كلام السلف فيها، ومن ذلك:

١ ـ أن كلمة التوحيد، سبب لحط الذنوب، قال تعالى: " ... وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ

خَطَايَاكُمْ " (البقرة ٥٨)، قال عكرمة: هو قول: لا إله إلا الله. (٢)

٢ ـ أنها العروة الوثقى، قال تعالى: " فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى " (البقرة ٢٥٦)، قال ابن عباس: أراد به كلمة (لا إله إلا الله). (٣)

٣ ـ أنها زاد المتقين، وشَرُفَ وصفهم بها، قال تعالى:" إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " (المائدة ٢٧)، قال قتادة: المتقون: أهل لا إله إلا الله. (٤)

٤ ـ أنها أعظم الحسنات، قال تعالى: " مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " (الأنعام ١٦٠)، قال السمعاني: " قال أبو صالح: الحسنة: قول لا إله إلا الله ". (٥)

٥ ـ أنها الكلمة العليا، قال تعالى:" وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا " (التوبة ٤٠)، قال السمعاني: "يعني لا إله إلا الله، وهي العليا إلى يوم القيامة ". (٦)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٤٨
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٨٣
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٦٠ - ٤/ ٢٣٥
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٩
(٥) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٦١ - ٤/ ١١٨
(٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٣١٢

<<  <   >  >>