للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و ـ أن أسماء البارئ لا هي البارئ، ولا هي غيره، وهذا قول بعض الكلابية، وهو متفرع عن قولهم في الصفات، فابن كلاب كان يقول: إن أسماء الله وصفاته لذاته، لا هي الله، وهي غيره، وإنها قائمة بالله، ولا يجوز أن تقوم بالصفات صفات، وكان يقول: إن وجه الله لا هو الله، ولا هو غيره، وهو صفة له. (١)

ز ـ ما نُقل عن الإمام أبي الحسن الأشعري: من أن الاسم قد يكون عين المسمى، نحو الله، فإنه اسم علم للذات، من غير اعتبار معنى فيه، وقد يكون غيره، نحو الخالق والرازق، مما يدل على نسبته إلى غيره، ولا شك أنها غيره، وقد يكون لا هو ولا غيره، كالعليم والقدير، مما يدل على صفة حقيقية. نقله عنه صاحب المواقف (٢)، وقال الإمام ابن تيمية: " وهو المشهور عن أبي الحسن " (٣)، ورد في كتاب الإبانة على من يقول بقول الجهمية، وذكر قول أهل الحق، فقال: " وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاً " (٤).

والذي يهمنا في هذا المقام، رأي الإمام السمعاني في هذه المسألة، وسبق أن أشرت إلى أن قوله فيها، موافق لقول بعض أهل السنة، في أن الاسم هو المسمى، يقول:

ـ " وقوله: " ذُو الْجَلَالِ " ينصرف إلى الاسم، وقوله: " ذِي الْجَلَالِ " ينصرف إلى الرب، والاسم والمسماة واحد عند أهل السنة " (٥).

ـ " وقوله: " فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ " (الحاقة ٥٢)، أي: نزه ربك العظيم، واذكره بأوصافه المحمودة اللائقة. وفيه دليل على أن الاسم هو المسمى، ولا فرق بينهما " (٦).

ـ " وقوله تعالى: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى " (الأعلى ١)، وفي قراءة أبي: " سبحان ربي الأعلى ". وقال الشاعر:

إلى الحول ثم اسم السلام عليكم ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر


(١) الأشعري: مقالات الإسلاميين: ١/ ١٣٨ - ١٣٩، ٢/ ٣٩٩
(٢) الإيجي: المواقف: ٣/ ٣٠٢
(٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٦/ ١٨٨
(٤) الأشعري: الإبانة: دار الأنصار، القاهرة، ط ١، ١٣٩٧ هـ، (٢٢)
(٥) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٣٤٠
(٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٤٣

<<  <   >  >>