للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ـ وأن علم الله تعالى لا ينفد، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان:٢٧]، بمعنى: أن جميع أشجار العالم، ونباتها، لو بريت أقلاماً، وصارت البحور مداداً، ما نفدت كلمات الله، أي: كلام الله وعلمه " (١)

٣ ـ أن علمه وسع كل شيء، قال تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [طه:٩٨]، أي: وسع علمه كل شيء (٢). وقال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} [المجادلة:٦]، أي: أحاط به علم الله. (٣)

وشاهده قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:٥٩]، يقول السمعاني: " وقيل عبارة عن كل شيء " (٤)، وقال جل وعلا: {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [سبأ:٣]، قال السمعاني: " والمعنى: أن كل ذلك في علمه " (٥)

فالله جل وعلا، يعلم السر والإعلان (٦)، فلا يخفى عليه عمل ولا يُضيعه، بل يثيب عليه (٧).


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٣٥
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣٥٣
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٣٨٥
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١١١
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣١٦
(٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٩٨
(٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٠٠

<<  <   >  >>