للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ ـ الشمولية: قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزُّمَر:٦٢]، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [الأنعام:١٠١]، واستدل السمعاني بهذا على نفي الولد عن البارئ جل وعز، فقال: " وفيه أيضاً دليل على أن لا ولد له؛ لأنه إذا كان خلق كل شيء، لم يصلح شيء أن يكون ولد له؛ إذ المخلوق لا يصلح ولداً للخالق؛ فإن ولد كل أحد يكون من جنسه " (١)، والكلية هنا شاملة لكل مايصلح أن يكون مخلوقاً، أما ما لا يدخله الخلق، كذات الله تعالى وأسمائه وصفاته، فلا تدخل في هذا العموم.

يقول السمعاني في تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [الفرقان:٢]، (٢): "أي: مما يصلح أن يكون مخلوقاً " (٣)، وقد حكى الأشعري الإجماع على هذا فقال: " واعلموا ـ أرشدكم الله ـ أن مما أجمعوا عليه ـ رحمة الله عليهم ـ على اعتقاده، مما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إليه، ونبههم بما ذكرناه على صحته: أن العالم بما فيه من أجسامه وأعراضه، محدث لم يكن ثم كان، وأن لجميعه محدثاً واحداً، اخترع أجناسه، وأحدث جواهره وأعراضه، وخالف بين أجناسه. وأنه عز وجل لم يزل قبل أن يخلقه، واحداً، عالماً، قادراً، مريداً، متكلماً، سميعاً، بصيراً، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأنهم عرفوا ذلك بما نبههم الله عز وجل عليه، وبين لهم صلى الله عليه وسلم وجه الدلالة فيه " (٤).


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٣١
(٢) ((قيل: إن (خلق) تكون لشيء مخصوص، وإنما يُقال (خالق) على العموم، وهذه الآية تشكل على هذا القول. انظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٢/ ٢٩١
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٥
(٤) ((الأشعري: رسالة إلى أهل الثغر:١١٨

<<  <   >  >>