للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول ابن الأنباري: " الملائكة: سميت ملائكة؛ لتبليغها رسائل الله عز وجل، إلى أنبيائه ـ صلوات الله عليهم ـ. أُخذوا من الألوك، وهي الرسالة، ويُقال لها أيضاً: مألَكة، ومألُكة، وقوم يقلبون فيقولون: مَلأَكاً، ويقولون: هو ملك من الملائكة، وهو مَلأَك من الملائكة، فمن قال: ملأك، أخرج الحرف على أصله، ومن قال: ملَك، حوَّل فتحة الهمزة إلى اللام، وأسقط الهمزة، ويُقال: هم الملائكة، وهم الملائك، بغير هاء " (١).

وفي الكليات: " والمتولِّي من الملائكة شيئاً من السياسة، يُقال له (مَلَك) بفتح اللام، ومن البشر يُقال له (ملِك) بكسرها، فكل ملك ملائكة، وليس كل ملائكة ملكاً " (٢).

فالملائكة: " أجسام لطيفة نورانية، قادرة على التشكلات بأفكار مختلفة، كاملة في العلم والقدرة على الأفعال الشاقة، شأنها الطاعات، ومسكنها السموات، هم رسل الله تعالى إلى أنبيائه ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وأمناؤه على وحيه " (٣).

ويقول الإمام ابن تيمية: " الملائكة: رسل الله في تنفيذ أمره الكوني، الذي يُدبِّر به السموات والأرض، وأمره الديني الذي تنزل به الملائكة " (٤).

أما الفلاسفة المنتسبون إلى المسلمين فيقولون: إن الملائكة هي العقول، والنفوس المجردات، وهو الجواهر العقلية. وبعضهم يقول: هي القوى العالمة التي في النفوس، ويقولون: إن جبريل هو العقل الفعَّال، أو هو ما يتخيل في نفس النبي صلى الله عليه وسلم من الصور الخيالية، وكلام الله ما يُوجد في نفسه، كما يوجد في نفس النائم. (٥)


(١) ((ابن الأنباري: الزاهر: ٢/ ٢٥٤
(٢) ((الكفوي: الكليات: ٨٥٣
(٣) ((التفتازاني: شرح المقاصد: ٢/ ٥٤
(٤) ((ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٤/ ١١٩
(٥) ((ابن تيمية: منهاج السنة النبوية: ٢/ ٥٣٣ - ٥٣٨ ـ ابن تيمية: الصفدية: ٢/ ٢٥٢

<<  <   >  >>