للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى:" وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ" [الصافات:١٦٤]، هذا خبر عن الملائكة،" وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ" [الصافات:١٦٥]،أي: المصطفون في السماء للعبادة،" وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ" [الصافات:١٦٦]،أي: الممجدون لله، المنزهون إياه عما لايليق به (١).

وقال تعالى:" فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْ‍ئَمُونَ" [فصلت:٣٨]، " أي: لا يملون، وعن كعب الأحبار أنه قال: التسبيح للملائكة، كالنفس والطرف لبني آدم، كما لايلحق الآدمي تعب في الطرف والنفس، فكذلك لايلحقهم التعب بالتسبيح " (٢).

٥ - أنهم معصومون، قال تعالى:" إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي " [يوسف:٥٣] يقول السمعاني: وقوله:" إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي" وفيه معنيان: ..... والقول الثاني: هم الملائكة؛ فإن الله تعالى لم يركب فيهم الشهوة وخلقهم على العصمة من الهم وغيره (٣).

٦ - أنهم يستغفرون لمن في الأرض، قال تعالى:" وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ " [الشورى:٥]، معناه: للمؤمنين الذين في الأرض، وهذا محكي عن ابن عباس، واللفظ عام أريد به الخاص، وقيل: إن الذين يستغفرون للمؤمنين حملة العرش خاصة على ماذكر الله في سورة المؤمنين، وقيل: هم جميع الملائكة، قال تعالى:" هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ" [الأحزاب:٤٣]، وصلاة الملائكة بمعنى الاستغفار للمؤمنين (٤).


(١) السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٤١٩
(٢) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ٤٥
(٣) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٣٩
(٤) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ٦٣ - ٤/ ٢٩٢.

<<  <   >  >>